التخطي إلى المحتوى
محتويات


احاديث عن التوبة والاستغفار عبر موقع mthqf.com، لا يوجد إنسان علي وجه الأرض معصوم عن الخطأ، فجميع البشر يخطئون ويقترفون الذنوب والمعاصي، و حتى يتداركوا ذلك عليهم باستغفار ربهم والعودة إلى الطريق المستقيم عن طريق التوبة، والتي تعني الرجوع والإنابة إلي رب العالمين والاعتراف بالذنب والندم عليه وطلب العفو والمغفرة منه تعالى والتعهد بعدم الرجوع لهذا الذنب مجددا.

أحاديث قدسية عن الاستغفار

إن الاستغفار من أفضل العبادات وأجل القربات، والمقصود به طلب المسامحة والعفو والمغفرة  من رب العالمين عن الذنوب والمعاصي التي يقترفها العبد، وقد اختص الله تعالى عباده المستغفرين بالفضل والخير الكثير في الدنيا والأخرة.

وكلما شعر العبد بتقصيره في حق مولاه وخالقه عليه بملازمة هذه العبادة العظيمة التي لها فضائل متعددة، فهي سببا لتكفير الذنوب والمعاصي والفوز برضا الله وغفرانه، كما أنها تقي الإنسان من شرور ومصائب الدنيا، وتجلب الراحة والسكينة للقلب وتجعله يتذوق حلاوة الإيمان والطاعة وتجعله أكثر قربا من بارئه جل وعلا.

وقد كان الرسول الكريم لسانه رطبا بذكر الله وكان يستغفر اكثر من مائة مرة في اليوم،  وهناك العديد من الاحاديث القدسية عن الاستغفار، ومنها:

  • عنِ النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- فيما يرويه عن ربِه -عزّ وجل- أنه قال: يا عبادي! إني حرَّمتُ الظلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّمًا، فلا تظَّالموا، يا عبادي! كلُّكم ضالٌّ إلا من هديتُه، فاستهدوني أَهْدِكم، يا عبادي! كلُّكم جائعٌ إلا من أطعمتُه، فاستطعموني أُطعمكم، يا عبادي! كلكم عارٍ إلا من كسوتُه، فاستكسوني أكْسُكُم، يا عبادي! إنَّكم تُخطئون بالليلِ والنهارِ، وأنا أغفرُ الذنوبَ جميعًا، فاستغفروني أغفرُ لكم.
  • وقال تعالى في الحديث القدسي، الذي رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه-: “يا ابنَ آدمَ! إنَّك ما دعوتَني ورجوتَني غفرتُ لكَ على ما كانَ منكَ ولا أُبالِي، يا ابنَ آدمَ! لوْ بلغتْ ذنوبُك عنانَ السماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لكَ ولا أُبالِي، يا ابنَ آدمَ! لوْ أنَّك أتيتَني بقُرَابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشركْ بي شيئًا لأتيتُك بقرابِها مغفرةً”.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان فضل الاستغفار ” طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً ” .

احاديث قدسية عن التوبة

كما سبق وذكرنا أن التوبة معناها الرجوع إلي طريق الله تعالى بعد الانحراف عنه والانسياق وراء الشهوات والملذات الدنيوية، فالإنسان مهما ابتعد عن درب خالقه واقترف الذنوب والمعاصي فإن مصيره العودة للطريق المستقيم الذي ينال به عفو الله ورضوانه ويفوز بجنته، وحتى يتحقق ذلك لابد من الالتزام بشروط التوبة الصحيحة وهي:

  • الإقلاع عن الذنب وأن يعلن العبد ندمه علي ما فات، فالندم توبة.
  • إخلاص النية لله تعالى والتعهد أمامه بعدم الرجوع للذنب مجددا وطلب العون منه جل وعلا.
  • رد المظالم إلى أهلها وإعطاء كل ذي حق حقه.
  • الإكثار من الحسنات والأعمال الصالحة فهي تذهب السيئات.

وهناك بعض الاحاديث القدسية عن التوبة الواردة عن الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم، وهي:

عن النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فيما يحكي عن ربِّه -عزَّ وجلَّ- قال:”أذنَب عبدٌ ذنبًا، فقال: اللهمَّ اغفِرْ لي ذنبي، فقال -تبارك وتعالى-: أذنَب عبدي ذنبًا، فعلم أنَّ له ربًّا يغفر الذنبَ ويأخذ بالذَّنبِ، ثم عاد فأذنب، فقال: أي ربِّ اغفرْ لي ذنبي، فقال -تبارك وتعالى-: عبدي أذنب ذنبًا فعلم أنَّ له ربًّا يغفرُ الذنبَ، ويأخذُ بالذنبِ، ثم عاد فأذنب فقال: أي ربِّ اغفرْ لي ذنبي، فقال -تبارك وتعالى-: أذنبَ عبدي ذنبًا فعلم أنَّ له ربًّا يغفرُ الذنبَ، ويأخذ بالذنبِ، اعملْ ما شئت فقد غفرتُ لك”، قال عبدُ الأعلى: لا أدري أقال في الثالثةِ أو الرابعةِ “اعملْ ما شئت”.

– عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ ».

عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِىءُ النَّهَارِ وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِىءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ».

قالَ اللَّهُ تعالى: “يا ابنَ آدمَ إنَّكَ ما دعَوتَني ورجَوتَني غفَرتُ لَكَ على ما كانَ فيكَ ولا أُبالي”.

وختاماً، يجب علي الجميع المداومة علي الاستغفار حتى وإن لم يقعوا في الذنب أو يقترفوا المعاصي والسيئات، وأن يحسنوا الظن بالله ويعلموا أن غضبه سبحانه وتعالى شديد وأنهم ضعفاء ضعيف أمام قوة الواحد القهار الذي لا يعجزه شيء في الارض ولا السنوات، وأن يجعلوا قدوتهم الرسول الكريم في كافة التصرفات والأفعال التي يقومون بها.